
استفاقت مبكرا ,شعور غريب يعتريها, حاولت جاهدة لملمة حلمها الذي حلمت به ليلا
جلست على سريرها شاردة الذهن لا تدري ما كل ما يعتريها من ألم لماذا تبحث؟ لماذا تحاول أن تتذكر ذاك الحلم؟
مرت دقائق عليها وهي على ذات الحال . حتى هبت مرة واحدة كأنها فزعت من أمر ما.
فتحت خزانها وأخرجت ملابسها واستعدت للخروج ,وعلى وجهها علامات العجلة والارتباك.
وصلت شاطىء البحر بلهفة غريبة للقاءه , نظرت إليه صامتة وصمتها قد طال وكأنها تناجيه في قلبها
تحدثه في عيونها تسمع كل موجة ترتطم بها ,حتى تكاد تعانق في صدرها كل أمواج البحر
تكاد أن تستل منه كل خباياه كل الآلام والأحلام التي غاصت في جوفه
بعد صمت طويل ملّ البحر ملّ الرمل ملّ كل ما كان على ذاك الشاطئ
خرجت هي عن صمتها,قد سبقتها دموعها بلا استئذان
نادت البحر بأعلى صوتها لماذا يا بحر سرقت مني الذكرى لماذا تركت كل أحلامي تغرق؟
أعطني كل آلامي كل ما تبقى من سنيني ,أعطني عذاباتي وآهاتي احتضنها
ارتشف منها كل ما يحييني .لا تشتري مني الحزن وتدعني بلا شيء يبكيني
لا احساس يشجيني ولا أمل يبقيني
خلّي لي فقط الذكرى علّ ما بقي منها يصفعني يبكيني يهز كل ما بي ويحييني ويقويني.
في الحلم يا بحر أتيتني متجبرا متعديا تسرق في وهلة عمري وسنيني
ما علمت يا بحر أنك في فعلتك تبنيني تنعش ذاكرتي وتلهب أشجاني فترضيني
لا تقدر يا بحر نزع كل ما في صدري لأني كل شراييني تحيا على أمل فتسطر ذكراهم كل صفحات السنين.