السبت، 26 مارس 2011

رحلة عمر..

بعيدا عن سخونة الأحداث وبعيدا عن كل ما يدور , هنا أسطر بعض الحروف عن رحلة لطالما أردتها ورغبت بها

بعد عامين لم أزر بها القدس قد بلغ الشوق لها مبلغه وأذاب هواها وعشقها الروح شوقا إليها ولزيارتها.

قد شاءت الأقدار أن تأتي بعض النساء في العائلة على ذكر القدس وأن في نيتهن الذهاب للمسجد الأقصى

للصلاة فيه , وبتشجيع منهن اصرين على الذهاب معهن فخالجني الشوق وارتسمت في ذهني الابتسامة بانني واخيرا

سأذهب , وسأرتمي شوقا على عتبات مسجدنا الأسير.

تجهزت وأسرعت خطاي متلهفة لبدء الرحلة التي طالما أردت جلست في السيارة وانطلقت بنا جنوبا نحو القدس , لقد قطعنا طريقنا نشق السهل المكسو بحلة الربيع الخضراء والمزدان بكل الوان الزهر وتفوح في الجو رائحة الارض وهي تعانق السماء مطلقة فوح العطور والزهور,لم يتخلل في الطريق اي حديث يقطع علينا صمتنا المتأمل بجمال بلادنا وروعة خلقه سبحانه , قد كنا جميعا محملات بالذكر والدعاء ,كان جوا صامتا هادئا معبوقا بالروحانيات والاتصال بالله تعالى .حين لاحت القدس من بعيد بجمالها وروعة بنيانها تقيدها تلك المستوطنات كالطوق الذي يلجم الفارس عن الحراك,قد قطع صمتنا صوت النساء اللاتي معي وهن يتذكرن ويعدن ايامهن من الماضي عن أيام الجامعة في القدس
وعن حبهن المكنون فيها وقد جاورنها وسكنّ فيها لينتهلن العلم من جنباتها, بينما كنت اصغي لهن وأنا صامتة اتفحص كل شارع نمر به وكل وجه قد يربطني بالقدس , وقد يحزنني أنني ارى تلك القطعان المفترسة قد طغت برائحتها الكريهة على رائحة المسك المعبوق بين شوارعها القديمة, وأتذكر حينها قصيدة شاعرنا القدير تميم البرغوثي في القدس
وارددها في ذهني وأجد نفسي كأني بين فصولها وبين ابياتها سابحة كأنها تحكي حالي مع هذه المدينة.
وصلنا نحو باب الاسباط هو قريب جدا من المسجد الاقصى وبعيدا عن الاسواق وفوضى المارة بين الاسواق وصوت الباعة التي تنادي وتدلل على بضاعتها, دخلنا وكان الوقت حينها بعد العصر الى ساحات المسجد كانت الساحات خالية الا من بعض الزواركان منظرها جميلا رغم الجو البارد والقارس الذي يكاد يخترق عظامنا , ولكن لهفتي وأشواقي كان مصدر دفء لي شعرت بحب القدس لنا كأنها تحتضنني بين أضلعها وتمسح عن قلبي غبار الهموم والأحزان التي تكدست هناك وتفتح لي ابوابا من الأمل والفرحة والحرية, رغبت في الانطلاق والجري في ساحاتها لكن خجلي منعني من ذلك, ما أعظمها فهي رغم ما بها تعطيك الكثير وتشعرك انك بامان في طياتها وبسكينة بين احضانها , دخلنا المسجد الأقصى وهذه المرة الأولى الي أراه فيها من الداخل كان رحبا جميلا يبعث في روحك السكينة استطعت ان ارى جوانبه من نظرة واحدة , اتخذنا ركنا في الخلف وجلسنا تفرغنا للدعاء والدعاء والدعاء وقراءة القرآن كان جوا ايمانيا رائعا كأننا نعانق بدعائنا السماء وكأن الله يلفنا وقتها برحمته ومغفرته.
هدوء جميل لم ارَ القدس ساكنة من قبل يتخلل ذاك الصمت صوت مقرئ جميل يهتز له اركان المسجد وتخشع له القلوب وتتداخل معه زقزقة العصافير المحلقة داخل المسجد علها تنال من نور ذاك المكان نصيب , أعجبني منظر الطيور وهي تلعب داخل المسجد فكنت اراقبها واسبح الله على نعمته وبركته .
حان آذان المغرب وأقيمت الصلاة وصلينا وقلوبنا قد عمرها الايمان وتجددت عند مسجدنا الروح
انتهت الصلاة فصلينا ما قدرنا الله عليه وانطلقنا للعودة لديارنا تلفت حوالي واسترقت نظرة اخرى وفي عجالة على المكان فلست أدري ان كنت زائرة اياه مرة اخرى او لا وقلبي لا يطاوعني مغادرته.
ليتني قد بقيت فتبقى تلك اللذة وذاك الطعم تسكن روحي.
كانت رحلة أقل ما أقوله انها رحلة لعالم آخر لعالم ملؤه الأيمان والتاريخ وحكايات الألم والصمود
وأراني أقول" في القدس من في القدس إلا أنت"

الأحد، 20 مارس 2011

صباح جديد..


أفاقت من نومها تعلو وجهها ابتسامة ,أزاحت عنها لحافها وأرخت جسمها وأطلت من نافذتها التي بقرب سريرها
فرأت العمارات تغطي أفق السماء والشمس تحاول جاهدة ان تتسلل من بين تلك الحوائط التي تخفي ابتسامتها
فتنبهت لامر ما وتغيرت ملامح وجهها وأسرعت تجري نحو غرفة امها فأكبت بنفسها بجوار امها
واحتضنتها بقوة واخذت تبكي كما الطفلة الصغيرة .
مسحت امها بيدها على راسها وبدأت تداعب خصلات شعرها المنثور على وجهها وتسألها: ما أبكاك يا ابنتي؟
ترد الابنة: لقد راودني حلم جميل يا أمي , رأيتني أجري بين حقول القمح ألعب وابتسامة الصبح تشرق في وجهي وأشعة الشمس تدغدغ جسمي ونسيم ناعم يلاعب خصلات شعري ,كانت الفراشات يا أمي ترقص معي وأتسابق معها
على شم الأزهار المتفتحة ابتهاجا باشراقة يوم جديد , كنت سعيدة يا أمي كانت الشمس تشرق على أمل على حب
على انطلاقة تشد العزم وتبعث الروح والحياة في صدر الأرض , كن كل شيء يتفتح بابتسامة لا مثيل لها
كأني يا أمي في أرض الخيال حيث ترتسم على لوحتها أحلام منسوجة بابداع ممزوجة بالوان الأمل , متأصل فيها
احاسيس نابعة من قلوب تنتظر عناق السماء وملامسة النجوم ومجالسة القمر وقطف ورود الحب والتحليق الى الأفق مع
الطيور الهائمة نحو البعيد نحو الغموض .
أليس حلما جميلا يا أمي؟
بلى يا بنيتي , هو جميل بعينيك وبعمق البحر الذي يجري فيهما وبالتماع شعاع الأمل فيهما.
فما أبكاك يا بنية؟
لقد أفقت من حلمي يا أمي على واقع غير الذي اتمناه رأيت هناك الأسوار والحوائط تعيق اشراقة الشمس وتبعد تلك الابتسامة من أن تظهر في صدر السماء ورأيتها تتكسر وتتنحى ابتسامتها في الم وحزن وتنأى بكل ما فيها عن الطريق
لماذا يا أمي لا تشرق الشمس على بيتنا ولا تعانق صباحاتي كل الزهور الذابلة على شرفتي الصغيرة.
لا يا ابنتي , لا تنظري للدنيا من الكأس الفارغة بل هناك الجزء المملوء منها يحوي صباحا جديد واملا متجدد مع اشراقة الضياء , واحلاما تخرج من قلوب كقلبك الحالم تسافر في السماء ترتجي مستقرا لها بين النجوم
الشمس ستطلع حتى لو كانت تلك الأسوار كقمم الجبال فان نورها لا بد ان يشق طريقه ويصل الى هنا حيث شرفتك وستبتسم أزهاركوستشرق كل صباحاتك باحلامك الوردية , فامسحي دمعك وانطلقي نحو نهار ينتظر همتك وروائع ابداعك الذي ترسمينه في خيالك.
ابتسمت ابنتها ولمعت عينيها من بين الدموع , وانطلقت لتعانق صباح يومها الجديد.

السبت، 12 مارس 2011

وطني ....


وطني يا أمنيات العذارى على مر السنين
وطني يا حب العاشقين
المتواري في حضن الليل
يلثم ثغر ترابك في شوق وحنين
وطني يا غناء السنونو على الصفصاف
ينادي لعناق الندى لأوراق الدوح
والرقص على أنغام الصباح مع النسيم
وطني يا فوح العطور من الرياحين
وانحناءة الحزن بين فراش الياسمين
وطني يا بوح الحمائم المكلومة
ترتمي فوق قبور الراحلين
وطني يا سجدة الزيتون في أمل في صمود
في عزم أمام فأس الغاصبين
وطني يا لون الشقائق
تحضن الدماء وتتفتح خجلا لعودة الربيع
في رحم السنين
وطني يا كل المساجد الداعية
وكل الكنائس الباكية
وكل بيت تداعى عليه الظلم
وكل حجر صارخ في يد الغاضبين
وطني يا طائر النورس المهاجر من ميناء حيفا
والقرية على سفح الجبل
تودعك بأهاريج الحزن والأنين
وطني يا رسمة مخضوبة بلون الدم
وطني يا كل همس وحرف وصمت
وطني يا أنفاس الصبح والليل
وطني أيها الراحل من معاجم التاريخ
ومن كتب الزاحفين الى حطين
كيف لي أن أنساك؟
وأنت بين الحين والحين
كالدقات تخفق في جناني
ان رحلت انت لن يبق للخفقات رنين
وطني أرح ظهرك على صدري
ونام بين اضلعي وحضني
واستند على قلمي على ورقي على كل خارطة
بين عروقي والشرايين
قد تصل رسالتك للسماء
وستشرق ولو بعد حين

الأربعاء، 9 مارس 2011

نهر الحياة...

في كل يوم ومع كل صباح جديد, ينهض هو من فراشه بنشاط وقوة تعلو وجهه نظرات القسوة والشدة وتخلو نظرات عينيه من ماءالحياة وبريق الأمل ,يرتشف كوب قهوته المرة وينفث دخان سيجارته التي تحرق جوفه ورائحتها النتنة تملأ غرفته ما أن ينتهي حتى يرتدي بزته الرسمية ذات الرتب العالية , وينادي على سائقه وحارسه المخلص ,فهو لا يثق بأحد غير هذا الشخصوينطلق نحو عمله الذي يستمتع به وينتشي حين يبدأ استجوابه لمن يأتي مجبرا اليه فيمعن بتعذيب الشخص الذي يزوره مكبلا بالسلاسل الحديدية وكأنه يرحب به على طريقته ويعود الى منزله بعد عناء كبير في التحقيق مع الناس الذين هم بنظره ليسوا سوى بعض الحشرات التي تحتاج للتهذيب
ويجلس على كرسيه المعهود مسمرا عينيه على الحائط الدي يقابله ويرفض ويجاهد عينيه فتسهو اوتنام
يبقى يرتشف قدح القهوة الواحد تلو الاخر وسيجارته لا تنطفئ والدخان الكثيف يعبق في الغرفة الموحشة التي يسكنها
يخشى ان ينام وتغمض عينيه فتلاحقه الكوابيس او ينادي عليه ضميره في سكون الليل كي يصحو ويكف عن عنفه وجبروته وقسوته ينهض في الصباح بعد عناء الليل كعادته ويتوجه لعمله فيؤتى بمجموعة فتية من الشباب الصغار , وبالطبع مشاعره لا تهتز وترفض أن تكون حاضرة في موقف كهذا ويبدأ هو باستجوابه لهم وكلما ضرب أحدهم ينظر اليه ووجهه تعلوه الابتسامةفيزيد هو من عنفه وقسوته ويزداد هؤلاء الشباب ابتساما وبريق عينيهم لا يخبو وكأن الامل والحياة تجسدت فيهم حتى تعبت يده من شدة الضرب ويجدهم رغم ألمهم والدماء المتناثرة من كل شبر في جسدهم لا يطلبون رحمته ولا شفقته فقط كان هناك صمت وابتسامة تملأ المكان كان غيظه وحقده وحقنه على هؤلاء يزيد في جوفه ويلتهب فأخذ مسدسه ووجهه نحو رأس أحدهم سائلا عن سبب الابتسام فلم يكن من ذاك الشاب سوى رد بسيط لأن لدينا الأمل ولدينا الحياة وأنت الميت الذي لا تملك شيء لم يفهم أو لم يرد أن يفهم فأطلق رصاصته نحو رأسه فأرداه قتيلا وكا زالت الابتسامة لا تفارقه حتى في موته
أنهى الرجل المتجرد من الانسانية يومه بجريمة تهتز لها الابدان , وعاد لغرفته القاتمة وقدح قهوته وسيجارته والحائط الباهت المعالم بلا شيء يزخرفه لا شيء سوى الفراغ يلف المكان
الليلة لم ينم ولو قليلا ولكن كوابسه اصبحت تلاحقه في صحوته وهو يرفض ان يفكر ولكن هناك وخزة في صدره تؤرقه تلعن لحظات شروده تسلبه من هروبه وتعيده لواقعه المر , ما زال يفكر بذاك الشاب المبتسم ما زال بريق عينيه تضيء فتبهر عينيه فيلطم وجهه علّه يفيق ولكن كيف سيهرب من الصوت الجارف في داخله الذي يلومه ويؤنبه كيف يستطيع ان يهدأ ومئات الوجوه المعذبة تلاحقه حتى في يقظته , بدأ الصراع داخله يأخذ منه كل شيءوبدأ جبروته وقوته تهتزان امام عرش المظلومين وأنات المعذبين
فجأة أفاق على صراخ سائقه الذي يلازمه يا سيدي قد انتهينا يا سيدي قد عادت الحياة للشباب في بلادنا قد استيقظ الناس من سباتهم هم الآن أقوى منا هم الآن قد رفعوا علم الحرية , ما العمل يا سيدي؟
بهت الرجل ولم يقوى حتى على الرد , قد كان قلبه يحدثه أن هذا سيحدث حين رأى البريق في عيون الشباب ذاك اليوم
الآن علم معنى ما قال ذاك الشاب الآن فقط فهم نعم هم نهر الحياة التي تسقي الروح الأمل والحرية وهو الموت الدفين في داخله هو الأرض البور التي لا تصلح لشيء هو الجفاف في الصحاري الذي يجلب العذاب والموت هو لاشيء سوى ضمير يعتصر حرقةوندم لا ينفع وقلب فارغ بلا حياة
ألقى بقدح القهوة جانبا واطفأ سيجارته وألقى نفسه على فراشه واستسلم لكوابيسه ولحياة سيكون هو المعذب الوحيد فيها
وخارج نطاق غرفته قد بدأ عهد جديد ونهر يجري بحب الشباب ودماء الأوفياء.

السبت، 5 مارس 2011

من بوح قلمي...


كثيرة هي الأوقات التي نفقد فيها الرغبة في الكتابة , وأن أفكارنا قد وصلت النهاية وأن عبق الكلمات قد ضاع منا
نفقد القدرة على التعبير عن كل ما يختلجنا وعما يدور في خلدنا , لا نعرف أي شيء أو لا نريد أي شيء
فيكون.... الصمت
بعد حنحنات الصمت ومهادنة الروح , سيأتي شيء جميل يعترينا ويسكننا فنحمل قلمنا الملهوف ليسطر على دفترنا
المعتق المخلص, أسمى وأرق ما نستطيع أن نخرجه من مشاعر تتفوق بهمتها وجمالها ذرى الجبال।
فنعرف بأن تلك المشاعر والأفكار قد عاشت بسلام وراحة بعيدا عن فوضى الحياة
فتضع بصمتها الهادئة المفعمة بالحيوية على الصفحات لتخرج أجمل ما يكون
دائما ما تعترينا المشاعر المتداخلة والمتشابكة والتي قد تصل حد الصراع مع الذات
فتجبرنا تلك المشاعر على اخراجها قد تكون حزنا أو فرحا ,غضبا أو ندما , حبا أو كرها
عندما تفيض تلك الدفائن في جوفنا ستخرج بشكل أو بآخر।
نبرع نحن بإتخاذ الدور في التعبير عن مشاكسات تلك المشاعر والأفكار سواء كتابة أو رسما أو غناء
بأي شيء ستدفعنا اليه غريزتنا الإلهية حتى يخرج ذاك الفائض على أكمل وجه فيضيف الى مملكة الفن والجمال زائرا آخر
عندها ستجدنا نعقد اتفاقية الصلح مع النفس وان الراحة المنشودة قد حلت واننا قد وصلنا حد الرضى عن أنفسنا
عندها فقط سيرقص قلمي فرحا كي أكتب وأسطر مشاعري بحروف تزهر في بستان الحياة
وعندها فقط ستعانقني الحياة بكل ما أحب

الثلاثاء، 1 مارس 2011

قصة غياب...عمل مشترك شهرزاد& حرة


قد كنت أمضي العمر في اغتراب
قد كنت أعيش في وهمٍ في سراب
أبحث عن روح تسكن جسدي
عن مشكاة تنير دربي
تائهة أنا في ضباب كثيف
أزحف دون دون هدف قريب
أثمل من كأس الألم
من جرعات القهر والعذاب
************
أركن إلى زاويةفي غرفتي
أحضن حزني وأتوسد الدمع والنحيب
يمر في خاطري مليون سؤال
ولا يرد سوى الصمت الجواب
************
قضيت العمر في أتون الكذب والخداع
وأرشف من حاضري مر الشراب
يترددفي داخلي ناقوس الغياب
في ماض صريع الذكريات أنام
وفي حرقتي الآن أفيق
في كل دمعة تسقط على الطريق
أسير بها نحو الرحيل
نحو موت بطيء
أتوشح السواد
وألقي بدواتي والكتاب
وأسطر في قلبي العليل
بعض الدمع وجرح الجواب
لا أدرك في الحياة
إلا الصمت
وتغلق في وجهي الابواب