الأحد، 28 نوفمبر 2010

الحلم .. البحر


استفاقت مبكرا ,شعور غريب يعتريها, حاولت جاهدة لملمة حلمها الذي حلمت به ليلا
جلست على سريرها شاردة الذهن لا تدري ما كل ما يعتريها من ألم لماذا تبحث؟ لماذا تحاول أن تتذكر ذاك الحلم؟
مرت دقائق عليها وهي على ذات الحال . حتى هبت مرة واحدة كأنها فزعت من أمر ما.
فتحت خزانها وأخرجت ملابسها واستعدت للخروج ,وعلى وجهها علامات العجلة والارتباك.
وصلت شاطىء البحر بلهفة غريبة للقاءه , نظرت إليه صامتة وصمتها قد طال وكأنها تناجيه في قلبها
تحدثه في عيونها تسمع كل موجة ترتطم بها ,حتى تكاد تعانق في صدرها كل أمواج البحر
تكاد أن تستل منه كل خباياه كل الآلام والأحلام التي غاصت في جوفه
بعد صمت طويل ملّ البحر ملّ الرمل ملّ كل ما كان على ذاك الشاطئ
خرجت هي عن صمتها,قد سبقتها دموعها بلا استئذان
نادت البحر بأعلى صوتها لماذا يا بحر سرقت مني الذكرى لماذا تركت كل أحلامي تغرق؟
أعطني كل آلامي كل ما تبقى من سنيني ,أعطني عذاباتي وآهاتي احتضنها
ارتشف منها كل ما يحييني .لا تشتري مني الحزن وتدعني بلا شيء يبكيني
لا احساس يشجيني ولا أمل يبقيني
خلّي لي فقط الذكرى علّ ما بقي منها يصفعني يبكيني يهز كل ما بي ويحييني ويقويني.
في الحلم يا بحر أتيتني متجبرا متعديا تسرق في وهلة عمري وسنيني
ما علمت يا بحر أنك في فعلتك تبنيني تنعش ذاكرتي وتلهب أشجاني فترضيني
لا تقدر يا بحر نزع كل ما في صدري لأني كل شراييني تحيا على أمل فتسطر ذكراهم كل صفحات السنين.

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

رسالة إلى أخي ..


أخي يا رفيقي
يا من تمر في خاطري كل الأوقات
يا رفيق الدرب في النضال
أين أنت؟
أين التشاكس والمزاح والعراك
أين التسابق لذرى الجبال
أين يديك تمسح عني التراب
وتطرد وحوش أحلامي
تنير لي أيامي
أين أنت يا أخي؟
قد صمت عصفوري الصغير
وشردت كل أنغامي
قد بات يقتلني الشوق
ويهجرني النوم
وتهرب من بكائي الأقلام
أين أنت يا أخي؟
لا عذر لي في حزني وآلامي
سوى أن الهم عنواني

أخي لا تبكي على ما بي من أهوال
لك قلبي رفيقك في الليالي
غيبتك السجون خلف قضبانها
سرقت منا كل أحلام الأطفال

لا تكابر أعلم أن القيد يخنق فيك الإصرار
لكن اصبر سيأتي ضوء النهار

أخي يا رفيقي في النضال
يا صديقي في المحال
حماك رب غفور
ستعود لأحضاننا يوما
ولو طال علينا ليل الضلال

لك حبي واخلاصي ستعود يوما يا أخي
إنا موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب؟

تحية إلى أخي في سجون الاحتلال
وفك الله أسرك

السبت، 20 نوفمبر 2010

الشمس ..القيد



أشفق الصبح على جداري الدامي
على الغلال التي في دياري
على الصمت المكبل في الحبالِ


تغللت تلك الأشعة الذهبية إلى كياني
تشق مساحات الحزن
تصاحب الشريان إلى جنان


تمر بالقرب من أوهام عقلي
توقظ كل دومات التيه
تفجر كل صرخات الألم
تنذر كل ذرات المحال


كلما حاولت الخروج..
أرى القيد يشد علي الوثاق
الشمس تناديني
والحلم الماطر في انتظاري
وأنا ما زلت خلف الباب الموصد
أرقب الشمس ..
أحلم في اشفاق القيد
وفي ضوء النهار




الاثنين، 15 نوفمبر 2010

معايدة..

أخوتي وأخواتي
كل عام وانتم بخير
أعاده الله علينا باليمن والبركات
وللحجاج حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا ان شاء الله
دمتم بخير أخوتي
وألقاكم بإذن الله بعد أيام العيد
تقبل الله طاعاتكم.

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

الضمير..!


بدموع أسالت كحل العينين
ببراءة تستل البسمة الضائعة
بنظرة طفولية شقت قلب مالكيها
أسبلت حزنها وتزنرت واقعها المرير
وأمسكت ظفائر همها المسدل على أكتافها
وكابدت كل رياح الضمير
تعصف هوجاء لا تميلها فتميل
تهادن دموعها الحرى تارة
وتارة تفتك بالجرح فيسيل
نهرا من براكين غضب
تصارع الخوف والألم
تصارع في محنتها إشفاق الضمير
لا تدعه يستريح ...
تصفعه في كبرياءها في عناد كيانها
هي في وجومها أقرب للمستحيل
كل ما فيها يصرخ حين يثور في داخلها
صوت ...
يهز فيها كل ما فيها
يستنزف كل دماء عروقها
وهي حتى الآن تكابد الذنب
تتمرد على صوت الضمير
هي حتى الآن تصر على الرحيل
وعلى وجنتها تمسح آثار كحل أسود
وتلملم حزنها وتسير.

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

حار فكري..


ابحث عن صدى آلامي
ابحث عن دفتر أحلامي


ابحث عن قلمي الصارخ..

ملّ نزف الحبر ونوح الكلام

قلم مشدوه الفكر مبتور الحال

حين خانته الأقلام




ابحث عن سطور أغرقتها الدموع

حين ناح السواد

فأدمى الحرف وضاع من بين الكلام




ابحث عن عيون الحائرين

تاهت في غربة..

سكنتها فعسكر على خيامها ستر الظلام




ابحث عن واحة غنّاء

قد رقصت معها الاوتار والالحان

واليوم ما لها..

جفت روضتها ومات فيها العزف والانسان




ابحث عن ذات صادرت مدينتها الأحزان

وعربدت على خريطتها ..

كلّ آلام الأوطان


ابحث عن وهم قابع على ستار فكري

يجلدني بسوط التيه والحرمان


وأنا ذاكرتي سرقها الصمت

فما أقدر على هتك الزمان





الخميس، 4 نوفمبر 2010

من حكايانا ..


ركض بلهفة نحو أمه يمسك يدها ويلاعبها من ثم ينظر من نافدة بيته المطل على حارته القديمة
يرى أبناء جيرانه يلهون ويمرحون , فتثور جوانحه وتنتفض غريزته الطفولية
يذهب لأمه بوجه عابس ومتربص لفرصة من حنانها تعطف عليه وتدعه يلعب مع أقرانه
رفضت أمه وبكل إصرار ,هو إصرار عهده منذ عامين أو أكثر
هو رفض لا يفهم له سببا لصغر سنه ولكن دائما يرى الخوف في عينيها
مما تجعله يحتار ويتذمر من منعها له.
هذه المرة عزم الطفل أمره وأراد بشدة الخروج للعب
كادت عيناه تغرقان في الدموع.
حتى رأت الأم ذاك الأمر في عينيه
وبتردد وخوف شديدين سمحت له بالخروج.
قبل خروجه من باب بيته توقف ,التفت نحو أمه المراقبة له
وعاد إليها ثم أحتضنها بقوة شاكرا لها وقبلها على وجنتها قبلة حارة
اخترقت قلبها حتى أدمعتها .
خرج كعصفور طليق حر يعانق النسمات العليلة
ضحكته تعلو فيشرق وجهه حتى غطى وجه الشمس
الفرح دخل صدره , أخذ يعدو ويعدو مع أقرانه
وأمه ترقبه على نافدة بيتها
وكل فينة وأخرى تنبهه بألا يبتعد.
دخلت لتحضر لها كوبا من الشاي لتعود تجلس وتراقب أبنها وهو يلعب
لحظات قليلة غابت فيها ,عادت لتراه لكنها لم تجده
نادت عليه ثم نادت ,
ولا يلبي النداء .
أما هو فقد انجرف مع أصحابه في الجري
حتى دخلوا حي آخر ,بطريقة ما تفقد الطفل نفسه
وجد أنه هو الوحيد الذي ما زال واقفا في محله ,
أما أصحابه فقد فروا من المكان دون أن يفهم لماذا؟
أراد العودة أحس بأمر مريب من حوله
تلفت وإذ بأشخاص يحيطون به , يرمقونه بنظرات حقد ,يحاصرونه في نظراتهم حتى كادوا يأكلونه
كالوحوش المستفحلة لفريستها
وهو لشدة خوفه تمسمرت قدماه لا يستطيع الحراك
أراد أن يصرخ ويستنجد بأمه لكنه ما كاد أن ينطق بأم....
حتى أحدهم انقض عليه وغرس سكينه في صدره وكرر الطعنات مرة تلو الأخرى.
حلقت روحه الشهيدة إلى السماء مودعا أمه .
في غمرة انشغال الأم في البحث عن طفلها
جاءها الخبر في موت ابنها
أخذت تجري وتجري لم تصدق حتى رأته مدرجا في دماءه
احتضنته وقبلته مودعة .
في صباح اليوم التالي جاء تقرير الشرطة كالتالي:
طفل في السابعة من العمر يخترق الحي اليهودي في القدس ويتعدى على ساكنيه الآمنين
بالرشق في الحجارة مما اضطر أحد السكان المذعور من الدفاع عن نفسه فأردى ذاك المتهجم الارهابي
قتيلا.
هذا حال أهلنا في القدس فمن لهم؟؟